نمایش نوار ابزار

شرح خطبه اول نماز جمعه مورخ ۱۳ دی ماه ۹۸

بسم الله الرحمن الرحیم

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ بَلِّغْ بِإِیمَانِی أَکمَلَ الْإِیمَانِ، وَ اجْعَلْ یقِینِی أَفْضَلَ الْیقِینِ، وَ انْتَهِ بِنِیتِی إِلَی أَحْسَنِ النِّیاتِ، وَ بِعَمَلِی إِلَی أَحْسَنِ الْأَعْمَالِ. اللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِک نِیتِی، وَ صَحِّحْ بِمَا عِنْدَک یقِینِی، وَ اسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِک مَا فَسَدَ مِنِّی.

کان کلامنا فی الاسبوع الماضی حول صفه الصلاح و الاصلاح و الفساد فی دعاء مکارم الاخلاق  وشرحنا مقداراً منها.

الإصلاح له أهمیه عظمى فی المجتمع، کما تحدثت عنه آیات القرآن الکریم، ویواجه الفساد الذی تتعرض له الأمه.

ذلک یکون بالدعوه إلى منهج الله وشرائعه ووقایه الأمه عما وقعت فیه من انحرافات والبعد عن الصراط المستقیم.

السعی إلی الإصلاح یؤدی إلى استقامه الإنسان والنفس على المکارم والأخلاق الفاضله والنهی عن الفساد والإفساد فی الأرض.

قال تعالى: «قَالَ یَا قَوْمِ أَرَأَیْتُمْ إِن کُنتُ عَلَىٰ بَیِّنَهٍ مِّن رَّبِّی وَرَزَقَنِی مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِیدُ أَنْ أُخَالِفَکُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاکُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِیدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَإِلَیْهِ أُنِیبُ» (هود: ۸۸).

الإصلاح بین الناس ضروره لفلاحهم

أمر القرآن الکریم إلى الإصلاح بین الناس، فقال تعالى: «لَّا خَیْرَ فِی کَثِیرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَهٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَیْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن یَفْعَلْ ذَٰلِکَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِیهِ أَجْرًا عَظِیمًا» (النساء: ۱۱۴).

رکّز القرآن الکریم على احترام الآخرین وحقوقهم وعدم الاعتداء علیهم وحث على الأخوه بین المسلمین والوحده وأن یکونوا صفًا واحدًا والإصلاح فیما بینهم.

قال تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَهٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْکُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ» (الحجرات: ۱۰).

السعی إلى الإصلاح یقی الأمه الکثیر من المشکلات والأزمات التی تتعرض لها والتی قد تواجهها مستقبلًا.

قال سبحانه: «وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّىٰ تَفِیءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ» (الحجرت: ۹).

صلاح ذات البین

ذاتُ البین: هی الأحوال والعلاقات التی تکون بین القوم. وإصلاحها: هو تعهّدها، وتفقّدها، وطلب الصلاح لها.

 فمعنى إصلاح ذات البین هو إصلاح الفساد الذی یحدث بین القوم، أو بین العائله، أو بین المؤمنین. وهو من معالی الأخلاق، ومکارم الأعمال. وقد أمر به ونصّ علیه فی القرآن الکریم والسنّه الشریفه.قال الله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَیْنِکُمْ). وقال عزّ اسمه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَهٌ فَأَصْلِحُوا بَیْنَ أَخَوَیْکُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ)

وفی الحدیث فی وصیّه أمیر المؤمنین علیه السلام للإمامین الحسنین علیهما السلام: (صلاح ذات البین أفضل من عامّه الصلاه والصیام)

قال رسول الله صلی الله علیه و آله: اَفْضَلُ الصَّدَقَهِ اِصْلاحُ ذاتِ الْبَیْنِ.

عن الإمام الصادق علیه السلام أنّه قال: (صدقهٌ یحبّها الله إصلاح بین الناس إذا تفاسدوا، وتقاربٌ بینهم إذا تباعدوا).

قال الصادق علیه السلام: (مَن أصْلَحَ بَیْنَ اثنین فَهُوَ صَدیقُ اللهِ فی الأرضِ و إنَّ اللهَ لا یُعَذِّبُ مَن هُوَ صَدیقهُ.).

وعنه علیه السلام: (أکرم الخلق على الله بعد الأنبیاء ؛ العلماء الناصحون، والمتعلِّمون الخاشعون، والمصلح بین الناس فی الله).

وعنه علیه السلام: (ملعونٌ ملعون رجلٌ یبدؤه أخوه بالصلح فلم یصالحه).

وقمّه المصلحین بین ذات البین هم أهل بیت النبیّ وعترته صلوات الله علیهم أجمعین کما تدلّ علیه سیرتهم المبارکه.

فهذا رسول الله صلى الله علیه وآله أصلح بین القبیلتین العربیّتین المعروفتین فی المدینه الأوس والخزرج.

وکانت الحرب قد دامت بینهما فی الجاهلیّه مائه وعشرین سنه، إلى أن جاء دین الإسلام، وهاجر الرسول صلى الله علیه وآله إلى المدینه فآخى بینهما فصاروا إخوه متحابّین.

وتلاحظ نصحه وإصلاحه أیضاً فی حدیث إبراهیم ابْنِ مِهْزَمٍ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام لَیْلَهً مُمْسِیاً فَأَتَیْتُ مَنْزِلِی بِالْمَدِینَهِوَ کَانَتْ أُمِّی مَعِی فَوَقَعَ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا کَلَامٌ فَأَغْلَظْتُ لَهَا فَلَمَّا أَنْ کَانَ مِنَ الْغَدِ صَلَّیْتُ الْغَدَاهَ وَ أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ قَالَ لِی مُبْتَدِئاً یَا أَبَا مِهْزَمٍ مَا لَکَ وَ لِخَالِدَهَ أَغْلَظْتَ فِی کَلَامِهَا الْبَارِحَهَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ بَطْنَهَا مَنْزِلٌ قَدْ سَکَنْتَهُ وَ أَنَّ حِجْرَهَا مَهْدٌ قَدْ غَمَرْتَهُ وَ ثَدْیَهَا وِعَاءٌ قَدْ شَرِبْتَهُ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ فَلَا تُغْلِظْ لَهَا.

فما أحسن هذه الصفه الممدوحه، إصلاح ذات البین بین المؤمنین، یفعلها الإنسان تقرّباً إلى الله تعالى، وتحصیلاً لسرور أهل البیت علیهم السلام بصلاح شیعتهم وموالیهم.

فإنّهم یعرفون ذلک ویعلمونه بإذن الله تعالى ویطّلعون علیه کما لاحظته فی حدیث إبراهیم بن مهزم الآنف الذِّکر، وتعرف مفصّل بیانه فی أحادیث علم الإمام علیه السلام.

مطالب مشابه
دیدگاه ها