بسم الله الرحمن الرحیم
اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَلِّغ بِإیمَانِی أکمَلَ الإِیمَانِ، وَاجعَل یَقِینِی أَفضَلَ الیَقِینِ، وَانتَهِ بِنِیَّتِی إلَى أَحسَنِ النِّیَّـاتِ، وَبِعَمَلِی إلى أَحسَنِ الأعمَالِ…
لازال حدیثنا فی الخطبه الاولئ هو شرح فقره الرابعه(و بعملی الی احسن الاعمال) الحث علئ العمل الصالح و الحًسًن و الکلام حول حسن العاقبه و اهمیتها فی الاسلام و بینا فی الاسبوع الماضی بعض الاسباب التی تودی الئ حسن العاقبه اما الان فی (القسم الثانی عشر) من هذه الفقره باذن الله نشیر الئ الاسباب الاخرئ المودیه الئ حسن العاقبه
ما الاسباب التی تودی الی حسن العاقبه؟فی روایات المعصومین علیهم السلام
وللثبات على الإیمان وحسن العاقبه أسباب، منها:
۱-الیقین: فعلى الإنسان المؤمن أن یترقّى فی إیمانه ولا یقنع بالدرجات الدنیه منه، إلى أن یصل الى الیقین الذی لا شک فیه.
کلما ازداد الانسان ایمانا ازداد یقینا [إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذینَ إِذا ذُکِرَ اللَّهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِیَت عَلَیهِم آیاتُهُ زادَتهُم إیمانًا]
و لذا القرآن یحث الانسان بالعباده حتی یصل الئ درجه الیقین [وَ اعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ]
و نبی الله ابراهیم علیه السلام یطلب من الله درجه الاطمئنان[وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ رَبِّ أَرِنِی کَیْفَ تُحْیِی الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی] درجه الاطمئنان هی درجه الیقین
عن مولانا امیرالمؤمنین علیه السلام: لوْ کُشِفَ الْغِطَاءُ مَا ازْدَدْتُ یَقِیناً
فعن أمیر المؤمنین علیه السلام کان یقول: “واسألوا الله الیقین، وارغبوا إلیه فی العاقبه، وخیر ما دار فی القلب الیقین”.
یشهد لذلک قول النبی (صلى الله علیه واله) لحارثهٍ الانصاری حیث روی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: اسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله علیه واله) حَارِثَهَ بْنَ مَالِکِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِیَّ فَقَالَ لَهُ: کَیْفَ أَنْتَ یَا حَارِثَهَ بْنَ مَالِکٍ؟
فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ مُؤْمِنٌ حَقّاً. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله علیه واله): لِکُلِّ شَیْءٍ حَقِیقَهٌ فَمَا حَقِیقَهُ قَوْلِکَ؟
فَقَالَ: یَا رَسُولَ اللَّهِ عَزَفَتْ نَفْسِی عَنِ الدُّنْیَا فَأَسْهَرَتْ لَیْلِی وَ أَظْمَأَتْ هَوَاجِرِی وَ کَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّی [وَ] قَدْ وُضِعَ لِلْحِسَابِ وَ کَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّهِ یَتَزَاوَرُونَ فِی الْجَنَّهِ وَ کَأَنِّی أَسْمَعُ عُوَاءَ أَهْلِ النَّارِ فِی النَّارِ.
فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله علیه واله): عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ أَبْصَرْتَ فَاثْبُتْ. فَقَالَ: یَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ لِی أَنْ یَرْزُقَنِی الشَّهَادَهَ مَعَکَ فَقَالَ اللَّهُمَّ ارْزُقْ حَارِثَهَ الشَّهَادَهَ فَلَمْ یَلْبَثْ إِلَّا أَیَّاماً حَتَّى بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله علیه واله) سَرِیَّهً فَبَعَثَهُ فِیهَا فَقَاتَل فقتِلَ تِسْعَهٌ أَوْ ثَمَانِیَهٌ ثُمَّ قُتِل».
۲- التقوى: فملازمه طاعه الله والبُعد عن معصیته، من الامور المهمه للثبات والخاتمه الحسنه. یقول تعالى: ﴿ثُمَّ کانَ عاقِبَهَ الَّذینَ أَساؤُا السُّواى أَنْ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللهِ وَ کانُوا بِها یَسْتَهْزِؤُن﴾َ ﴿وَأْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلَاهِ وَاصْطَبِرْ عَلَیْهَا لَا نَسْأَلُکَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُکَ وَالْعَاقِبَهُ لِلتَّقْوَى﴾.﴿تِلْکَ الدَّارُ الْآخِرَهُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِینَ لَا یُرِیدُونَ عُلُوًّا فِی الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَهُ لِلْمُتَّقِین﴾. ﴿تِلْکَ مِنْ أَنبَاء الْغَیْبِ نُوحِیهَا إِلَیْکَ مَا کُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُکَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَهَ لِلْمُتَّقِین﴾َ.
عن الإمام امیرالمؤمنین علیه السلام: ” فَإِنْ أَتَاکُمُ اَللَّهُ بِعَافِیَهٍ فَاقْبَلُوا وَ إِنِ اُبْتُلِیتُمْ فَاصْبِرُوا فَإِنَّ اَلْعَاقِبَهَ لِلْمُتَّقِینَ “