بسم الله الرحمن الرحیم
الامام امیرالمومنین على علیه السلام: اِنَّ لاَهْلِ التَّقْوى عَلاماتٍ یُعْرَفونَ بِها:
صِدْقُ الْحَدیثِ وَ اَداءُ الاَمانَهِوَالْوَفاءُ بِالْعَهْدِ وَ قِلَّهُ الْفَخْرِ وَ الْبُخْلِ وَ صِلَهُ الاَرْحامِ …
تکلمنا فی الاسبوع الماضی حول البخل التی هی من الصفات المذمومه و فی قبالها صفه الجود و السخاء التی هی من صفات الحسنه والجیده اما کلامنا فی هذا الاسبوع عن الفرق بین البُخل والشُّحِّ و کذلک عن انواع البخل
الفرق بین البُخل والشُّحِّ
یَختلفُ البُّخل عن الشُّحِّ بعدّه نقاط، یمکن ذِکْرُها کما یأتی:
البُخل هو أن یکون الإنسانُ کریماً على نفسه وبخیلاً على غیره، أمّا الشُّحُّ فهو أن یکون الإنسانُ بخیلاً على نفسه وعلى غیره على حدٍّ سواء. یُعَدُّ الشُّحُّ إحدى منازل البُخل، وهی أفظع مَنزِله فیه، فالشحیح یَبخلُ على من أتاه یَسألُهُ مسألهً تُهیِّج عواطفَه دون أن یَرِقُّ له قلب.
وللبخل أنواع
الأول: وهو البخل بأداء الواجبات.
کما هو معلوم فإن فی الشریعه الإسلامیه أحکامًا إلزامیه، ولازم على المکلف أن یأتی بما هو واجب منها والاجتناب عن المحرم منها، وإلا یکون آثمًا مستحقًا للعقاب، ومن ضمن هذه الواجبات: النفقه الواجبه –کنفقه الزوجه والأولاد وما شابه ذلک- فإن أمسک عنها المکلف کان آثمًا، ومنها الخمس أیضًا وله باب خاص فی الفقه، وقد جاء فی روایات أهل البیت (صلوات الله وسلامه علیهم) أنه من أمسک حق الخمس کان ظالمًا غاصبًا لهم، و أن من أکل علینا درهمًا واحدًا فهو ظالم غاصب لنا.وکل من یمسک عن نفقه واجبه من زکاه أو ما أوجبه الفرد على نفسه من نذر واجب یعتبر آثمًا، أما من أمسک عنها لأنه ینکر وجوبها فهو خارج عن ربقه الإیمان.
الثانی: البخل فی المستحبات.
وهو أقل درجه من النوع الأول فإن البخیل من هذا النوع هو من یبخل عن التوسعه على أهله وعیاله او على نفسه، وقد یبخل عن الصدقات المستحبه بکل أنواعها، وهذا النوع لا یکون به آثمًا، ولکنه مستقبح عرفًا، فإن العرب بصوره خاصه عرفوا بالکرم والجود والسخاء وکانوا یطلقون على السخی (کثیر الرماد) کنایه عن کثره ضیوفه، وإذا أرادوا أن یمدحوا شخصًا فإن صفه الکرم تتصدر المدح، وأما العکس فیکون بذم الشخص بالصفات الرذیله ومن أرذلها صفه البخل.