بسم الله الرحمن الرحیم
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَال خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و اله قَبْلَ وَفَاتِهِ وَ هِیَ آخِرُ خُطْبَهٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِینَهِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ تَعَالَى فَوَعَظَ بِمَوَاعِظَ ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُیُونُ وَ وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَ اقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَ تَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الْأَحْشَاءُ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى الصَّلَاهَ جَامِعَهً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و اله حَتَّى ارْتَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ-
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَ نَسْتَعِینُهُ وَ نُؤْمِنُ بِهِ وَ نَتَوَکَّلُ عَلَیْهِ وَ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَ مِنْ سَیِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ یَهْدِی اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ- مَنْ یُضْلِلِ اللّٰهُ فَلٰا هٰادِیَ لَهُ-
أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ مَنْ لَقِیَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً لَمْ یَخْلِطْ مَعَهَا غَیْرَهَا دَخَلَ الْجَنَّهَ فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی کَیْفَ یَقُولُ مُخْلِصاً لَا یَخْلِطُ مَعَهَا غَیْرَهَا فَسِّرْ لَنَا هَذَا نَعْرِفْهُ فَقَالَ: نَعَمْ
حِرصاً عَلَى الدُّنْیَا وَ جَمْعِهَا مِنْ غَیْرِ حِلِّهَا وَ رِضًى بِهَا وَ أَقْوَامٌ یَقُولُونَ أَقَاوِیلَ الْأَخْیَارِ وَ یَعْمَلُونَ عَمَلَ الْجَبَابِرَهِ وَ الْفُجَّارِ فَمَنْ لَقِیَ اللَّهَ وَ لَیْسَ فِیهِ شَیْءٌ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ وَ هُوَ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلَهُ الْجَنَّهُ فَإِنْ أَخَذَ الدُّنْیَا وَ تَرَکَ الْآخِرَهَ فَلَهُ النَّارُ-
وَ مَنْ تَوَلَّى خُصُومَهَ ظَالِمٍ أَوْ أَعَانَهُ عَلَیْهَا نَزَلَ بِهِ مَلَکُ الْمَوْتِ بِالْبُشْرَى بِلَعْنَهِ اللَّهِ وَ نَارِ جَهَنَّمَ خَالِداً فیهَا وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ
وَ مَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْیَا وَ أَحَبَّهُ لِطَمَعِ دُنْیَاهُ سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ کَانَ فِی دَرَجَتِهِ مَعَ قَارُونَ فِی الْبَابِ الْأَسْفَلِ-
وَ مَنْ بَنَى بَیْتاً رِیَاءً وَ سُمْعَهً حُمِّلَهُ یَوْمَ الْقِیَامَهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِینَ ثُمَّ یُطَوَّقُهُ نَاراً تُوقَدُ فِی عُنُقِهِ ثُمَّ یُرْمَى بِهِ فِی النَّارِ فَقُلْنَا یَا رَسُولَ اللَّهِ کَیْفَ یَبْنِی رِیَاءً وَ سُمْعَهً قَالَ یَبْنِی فَضْلًا عَلَى مَا یَکْفِیهِ أَوْ یَبْنِی مُبَاهَاهً
وَ مَنْ ظَلَمَ أَجِیراً أَجْرَهُ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ وَ حَرَّمَ عَلَیْهِ رِیحَ الْجَنَّهِ وَ رِیحُهَا یُوجَدُ مِنْ خَمْسِمِائَهِ عَامٍ-
وَ مَنْ خَانَ جَارَهُ شِبْراً مِنَ الْأَرْضِ طَوَّقَهُ اللَّهُ تَعَالَى یَوْمَ الْقِیَامَهِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِینَ نَاراً حَتَّى یُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ
وَ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ یَعْمَلْ بِهِ وَ آثَرَ عَلَیْهِ حُبَّ الدُّنْیَا وَ زِینَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ تَعَالَى وَ کَانَ فِی الدَّرَجَهِ مَعَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَى الَّذِینَ یَنْبِذُونَ کِتابَ اللّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ-
وَ مَنْ نَکَحَ امْرَأَهً حَرَاماً فِی دُبُرِهَا أَوْ رَجُلًا أَوْ غُلَاماً حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى یَوْمَ الْقِیَامَهِ أَنْتَنَ مِنَ الْجِیفَهِ یَتَأَذَّى بِهِ النَّاسُ حَتَّى یَدْخُلَ جَهَنَّمَ وَ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صِدْقاً وَ لَا عَدْلًا وَ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ وَ یَدَعُهُ فِی تَابُوتٍ مَشْدُوداً بِمَسَامِیرَ مِنْ حَدِیدٍ وَ یُضْرَبُ عَلَیْهِ فِی التَّابُوتِ بِصَفَائِحِهِ حَتَّى یَتَشَبَّکَ فِی تِلْکَ الْمَسَامِیرِ فَلَوْ وُضِعَ عِرْقٌ مِنْ عُرُوقِهِ عَلَى أَرْبَعِمِائَهِ أُمَّهٍ لَمَاتُوا جَمِیعاً وَ هُوَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً