عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَال خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله-قَبْلَ وَفَاتِهِ وَ هِیَ آخِرُ خُطْبَهٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِینَهِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ تَعَالَى فَوَعَظَ بِمَوَاعِظَ ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُیُونُ وَ وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَ اقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَ تَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الْأَحْشَاءُ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى الصَّلَاهَ جَامِعَهً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله- حَتَّى ارْتَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ…
الشطر التاسع- الموضوع: (سُوءُ خُلُقِ الزوج والزّوجهِ والصّبرُعلیه)
وَ مَنْ صَبَرَ عَلَى سُوءِ خُلُقِ اِمْرَأَتِهِ وَ اِحْتَسَبَهُ أَعْطَاهُ اَللَّهُ بِکُلِّ مَرَّهٍ یَصْبِرُ عَلَیْهَا مِنَ اَلثَّوَابِ مِثْلَ مَا أَعْطَى أَیُّوبَ -عَلَیْهِ السَّلاَمُ- عَلَى بَلاَئِهِ وَ کَانَ عَلَیْهَا مِنَ اَلْوِزْرِ فِی کُلِّ یَوْمٍ وَ لَیْلَهٍ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ فَإِنْ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تُعِینَهُ وَ قَبْلَ أَنْ یَرْضَى عَنْهَا حُشِرَتْ یَوْمَ اَلْقِیَامَهِ مَنْکُوسَهً مَعَ اَلْمُنَافِقِینَ فِی اَلدَّرْکِ اَلْأَسْفَلِ مِنَ اَلنّٰارِ.
قبل الخوض فی الموضوع ینبغی الاشاره الى انّ الزوج الصالح و الزوجه الصالحه هی سعاده و نعمه مِن نِعم الله -سبحانه و تعالى- فلابد مَن رُزِقَ هکذا زوجه او رزقت هکذا زوج، ان تشکر الله -سبحانه و تعالى- اما اذا انعکس الأمر فما ینبغی ان یصنعا الزوجین و ما هی وظیفتهما ؟وظیتهما الصبر
ولذا جاء فی روایات المعصومین –علیهم السلام- الصبرُ علئ الاذى بابٌ من ابواب البِرِّ کما قَالَ أَمِیرُالْمُؤْمِنِینَ -علیه السلام- ثَلَاثٌ مِنْ أَبْوَابِ الْبِرِّ سَخَاءُ النَّفْسِ وَ طِیبُ الْکَلَامِ وَالصَّبْرُ عَلَى الْأَذَى
اما الروایات التی تذم سوء خلق الزوجین فی هذا المجال کثیر نذکر منها روایتان
الاولى :قال رسول الله -صلی الله علیه و اله-: أیُّما امْرَأَهٍ آذَتْ زَوْجَها بِلِسانِها لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لا عَدْلاً وَ لا حَسَنَهً مِنْ عَمَلِها حَتّى تُرضِیَهُ وَ إنْ صامَتْ نَهارَها وَ قامَتْ لَیْلَها.
الثانیه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله-: مَنْ کَانَ لَهُ امْرَأَهٌ تُوذِیهِ لَمْ یَقْبَلِ اللَّهُ صَلاتَهَا وَ لا حَسَنَهً مِنْ عَمَلِهَا حَتَّی تُعِینَهُ وَ تُرْضِیَهُ وَ إِنْ صَامَتِ الدَّهْرَ وَ قَامَتْ وَ أَعْتَقَتِ الرِّقَابَ وَ أَنْفَقَتِ الامْوَالَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ کَانَتْ أَوَّلَ مَنْ تَرِدُ النَّارَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله-: وَ عَلَی الرَّجُلِ مِثْلُ ذَلِکَ الْوِزْرِ وَ الْعَذَابِ إِذَا کَانَ لَهَا مُوذِیاً ظَالِماً .
امّا اذا صَبَرا کلٌ منهما علی سُوءِ خُلُق آلاخرِ فما جزائهما
فی حدیث عن رسول الله -صلی الله علیه و اله-: مَنْ صَبَرَ عَلى سُوءِ خُلْقِ امْرَأَتِهِ اَعْطاهُ اللَّهُ مِنَ الاَجْرِ ما اَعْطاهُ َ ایُّوبَ -عَلَیْهِ السَّلاَمُ -عَلى بَلائِهِ، وَ مَنْ صَبَرَتْ عَلى سُوءِ خُلْقِ زَوْجِها اَعْطاها مِثْلَ ثَوابِ آسِیَهَ بِنْتِ مُزاحِمٍ.
و کذلک قال امیرالمؤمنین-عَلَیْهِ السَّلاَمُ – ألا وَمَن صَبَرَ عَلَى خُلقِ امرَأهٍ سَیِّئَهِ الخُلقِ وَاحتَسَبَ فِی ذلِکَ الأجرَ، أعطَاهُ اللَّهُ ثَوابَ الشّاکِرینَ. فی الاسبوع المُقبِل -بِشرطِ الحیاه –نستمر فی هذا البحث باذن الله تعالی