بسم الله الرحمن الرحیم
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَال خَطَبَنَا رَسُولُ الله-صلی الله علیه و اله-قَبْلَ وَفَاتِهِ وَ هِیَ آخِرُ خُطْبَهٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِینَهِ حَتَّى لَحِقَ بِالله تَعَالَى فَوَعَظَ بِمَوَاعِظَ ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُیُونُ وَ وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَ اقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَ تَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الْأَحْشَاءُ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى الصَّلَاهَ جَامِعَهً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ خَرَجَ رَسُولُ الله -صلی الله علیه و اله- حَتَّى ارْتَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ… -صلی الله علیه و اله-:
«وَ مَنْ شَیَّعَ جَنَازَهً فَلَهُ بِکُلِّ خُطْوَهٍ حَتَّى یَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ مِائَهُ أَلْفِ أَلْفِ حَسَنَهٍ وَ یُمْحَى عَنْهُ بِکُلِّ قَدَمٍ مِائَهُ أَلْفِ أَلْفِ سَیِّئَهٍ وَ یُرْفَعُ لَهُ مِائَهُ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَهٍ فَإِنْ صَلَّى عَلَیْهَا صَلَّى عَلَى جِنَازَتِهِ مِائَهُ أَلْفِ أَلْفٍ کُلُّهُمْ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى یُبْعَثَ مِنْ قَبْرِهِ».
الموضوع: فی فضل تشییع الجنازه و الاتعاظ منها
عَنْ أَبِی عَبْدِ اَللَّهِ -عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ- قَالَ: «مَنْ شَیَّعَ جَنَازَهَ مُؤْمِنٍ حَتَّى یُدْفَنَ فِی قَبْرِهِ وَکَّلَ اَللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ سَبْعِینَ مَلَکاً مِنَ اَلْمُشَیِّعِینَ یُشَیِّعُونَهُ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ إِلَى اَلْمَوْقِفِ».
کانَ رسولُ الله -صلى الله علیه و آله – «إذا تَبِعَ جَنازَهً غَلَبَتهُکآبَهٌ، وأکثَرَ حَدیثَ النَّفسِ، وأقَلَّ الکلام».
قال رَسُولُ الله -صلی الله علیه و اله- «یا أبا ذر، إذا تَبِعتَ جَنازَهً فلْیَکُنْ عَقلُکَ فیها مَشغولاً بالتَّفکُّرِ و الخُشوعِ، و اعلَمْ أنّکَ لاحِقٌ بهِ».
عَنْ أَبِی عَبْدِ اَللَّهِ -عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ- «اذا حَمَلتَ جَنازَهً فکُنْ کأنّکَ أنتَ المَحمولُ، أو کأنّکَ سَألتَ ربَّکَ الرُّجوعَ إلَى الدُّنیا لِتَعمَلَ، فانظُرْ ما ذا تَستَأنِفُ – ثُمّ قالَ: – عَجَباً لقَومٍ حُبِسَ أوّلُهُم على آخِرِهِم، ثُمّ نادى مُنادٍ فیهِم بالرَّحیلِ و هُم یَلعَبونَ!».
وَ شَیَّعَ عَلِیٌّ -عَلَیْهِ السَّلاَمُ -جنَازَهً فَسَمِعَ رَجُلاً یَضْحَکُ، فَقَالَ -عَلَیْهِ السَّلاَمُ -«کَأَنَّ الْمَوْتَ فِیهَا عَلَى غَیْرِنَا کُتِبَ وَ کَأَنَّ الْحَقَّ فِیهَا عَلَى غَیْرِنَا وَجَبَ وَ کَأَنَّ الَّذِی نَرَى مِنَ الْأَمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِیلٍ إِلَیْنَا رَاجِعُونَ!نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ وَ نَأْکُلُ تُرَاثَهُمْ کَأَنَّا مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ ثُمَّ نَسِینَا کُلَّ وَاعِظٍ وَ وَاعِظَهٍ وَ رُمِینَا بِکُلِّ جَائِحَهٍ طُوبَى لِمَنْ ذَلَّ فِی نَفْسِهِ وَ طَابَ کَسْبُهُ وَ صَلَحَتْ سَرِیرَتُهُ وَ حَسُنَتْ خَلِیقَتُهُ وَ أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ وَ أَمْسَکَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ وَ عَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ وَ وَسِعَتْهُ السُّنَّهُ وَ لَمْ یُنْسَبْ إلَى بِدْعَهٍ».
عَنْ أَبِی عَبْدِ اَللَّهِ -عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ-:شَیَّعَ أمیرُ المؤمنینَ -علیه السلام- جَنازَهً فلَمّا وُضِعَت فی لَحدِها عَجَّ أهلُها و بَکوا،فقالَ: «ما تَبکونَ؟! أما و الله ِ لَو عایَنوا ما عایَنَ مَیّتُهُم لأذهَلَهُم ذلکَ عنِ البُکاءِ علَیهِ ، أما و اللهِ إنّ لَهُ إلَیهِم لَعَودَهً ثُمّ عَودَهً ، حتّى لا یُبقی مِنهُم أحَداً».