«اللهمّ صلّ على محمّد وآله کما شرّفتنا به، وصلّ على محمّد وآله کما أوجبت لنا الحقّ على الخلق بسببه.
ان شآء الله نتکلم حول حقوق اهل البیت علیهم السلام علی الخلق فی وقت لاحق
اللهمّ اجعلنی أهابهما هیبه السلطان العسوف.
قبل الخوض بالموضوع لابد ان نعرف حقوق الوالدین علینا ثم نبین ما علینا من الواجبات
حقوق الوالدین:
ــ حق الأب:
قد أفاض أهل البیت علیهم السلام فی بیان حقوق الأبوین ووجوب شکرهم وطاعتهم إلا فیما یغضب اللَّه سبحانه إذ لا طاعه للمخلوق فی معصیه الخالق ومما جاء فی رساله الحقوق: ” وَأَمَّا حَقُّ أَبِیکَ فَتَعْلَمُ أَنَّهُ أَصْلُکَ وَأَنَّکَ فَرْعُهُ وَأَنَّکَ لَوْلَاهُ لَمْ تَکُنْ فَمَهْمَا رَأَیْتَ فِی نَفْسِکَ مِمَّا یُعْجِبُکَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاکَ أَصْلُ النِّعْمَهِ عَلَیْکَ فِیهِ وَاحْمَدِ اللَّهَ وَاشْکُرْهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِکَ وَلا قُوَّهَ إِلَّا بِاللَّهِ “
ــ حق الأم:
ومما قاله علیه السلام فی حق الأم: ” فَحَقُّ أُمِّکَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتْکَ حَیْثُ لَا یَحْمِلُ أَحَدٌ أَحَداً وَأَطْعَمَتْکَ مِنْ ثَمَرَهِ قَلْبِهَا مَا لَا یُطْعِمُ أَحَدٌ أَحَداً وَأَنَّهَا وَقَتْکَ بِسَمْعِهَا وَبَصَرِهَا وَیَدِهَا وَرِجْلِهَا وَشَعْرِهَا وَبَشَرِهَا وَجَمِیعِ جَوَارِحِهَا مُسْتَبْشِرَهً بِذَلِکَ فَرِحَهً مُوَابِلَهً مُحْتَمِلَهً لِمَا فِیهِ مَکْرُوهُهَا وَأَلَمُهَا وَثِقْلُهَا وَغَمُّهَا حَتَّى دَفَعَتْهَا عَنْکَ یَدُ الْقُدْرَهِ وَأَخْرَجَتْکَ إِلَى الْأَرْضِ فَرَضِیَتْ أَنْ تَشْبَعَ وَتَجُوعَ هِیَ وَتَکْسُوَکَ وَتَعْرَى وَتُرْوِیَکَ وَتَظْمَأَ وَتُظِلَّکَ وَتَضْحَى وَتُنَعِّمَکَ بِبُؤْسِهَا وَتُلَذِّذَکَ بِالنَّوْمِ بِأَرَقِهَا وَکَانَ بَطْنُهَا لَکَ وِعَاءً وَحَجْرُهَا لَکَ حِوَاءً وَثَدْیُهَا لَکَ سِقَاءً وَنَفْسُهَا لَکَ وِقَاءً تُبَاشِرُ حَرَّ الدُّنْیَا وَبَرْدَهَا لَکَ وَدُونَکَ فَتَشْکُرُهَا عَلَى قَدْرِ ذَلِکَ وَلَا تَقْدِرُ عَلَیْهِ إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَتَوْفِیقِهِ “
إن هذا البیان لیترک الأثر البلیغ فی النفس الإنسانیه مما لا یحوجنا إلى التعلیق علیه والتذییل.
یقول الشاعر:
لأمک حـق لـو علمــت کــــــبیرُ کثـیرک یـا هــذا لدیــه یســیرُ
فکم لیله باتت بثقلک تشتکی لها مـن جراحهــا أنـه وزفــیرُ
وفی الوضع لو تدری علیها شقه فمــن غصص کــاد الفـــؤاد یطیرُ
اذا عرفنا ما لهما من حقوق لا بد من بیان ما علینا من واجبات مع الأخذ بعین الاعتبار أنه لو افترضنا أن الأبوین تعدّیا وقصّرا فی واجبک فإن حقهما علیک طبیعی لا یسقطه شیء، وکبیر لا یعادله شیء، فلقد تحملا الضیق والشده لتکون فی سعه، والذل والهوان من أجل سعادتک
الواجبات:
أولاً: الحب، وهو عاطفه فطریه أوجدتها القدره الربانیه فی قلب الولد یجب تنمیتها، وکلما ازداد إدراک المرء وشعوره بذلک کان کاشفاً عن نموّه.
ثانیاً: الاحترام، وإنما یکون ذلک حاکیاً عما فی الضمیر والسریره لهما من الشأن والمکانه بطریق الفعل والدعاء وغیرهما ویکفیک ما جاء عن الصدیقه الطاهره علیها السلام: “ما استطعت أن أکلم رسول اللَّه صلى الله علیه وآله وسلم من هیبته” مع أنها أحب الخلق إلیه وروحه التی بین جنبیه.
ولذا یقول الامام زین العابدین علیه السلام : اللهمّ اجعلنی أهابهما هیبه السلطان العسوف
هیبه السلطان الظالم
تتمته الکلام ان شاء الله حول الواجبات فی الاسبوع الاتی
اللهم اغفر لنا و لوالدینا یوم یقوم الحساب