بسم الله الرحمن الرحیم
أللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِکَ نِیَّتِی، وَصَحِّحْ بِمَـا عِنْدَکَ یَقِینِی، وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِکَ مَا فَسَدَ مِنِّی.
ایها المومنون اوصیکم و نفسی بتقوی الله
کان بحثنا بیان فقرات من دعاء الامام زین العابدین و سید الساجدین علیه السلام المسمی( بدعاء مکارم الاخلاق)
و نصل الئ هذه العباره (واستصلح بقدرتک ما فسد منی) فما هی الصفه التی نستفیدها من هذه العباره؟
نستفید منها صفه الصلاح و الاصلاح و الفساد و الافساد
یقول الإمام السجاد سلام الله علیه: «واستصلح بقدرتک ما فسد منی»
ثلاث ملاحظات فی الدعاء
استصلح بمعنى أصلح:
الاستصلاح: طلب الصلاح، لأن الاستفعال فی اللغه وُضع فی الأصل لطلب وقوع الفعل، ولکنه هنا استعمل بمعنى المجرد (غیر المزید) أی: أصلح، وإلا لا معنى لأن یقول العبد لله تعالى: إلهی اطلب صلاح ما فسد منی. إذن یکون لفظ «استصلح» فی هذه الجمله بمعنى «أصلح» لأنه أنسب بالمقام، وهذا النوع من الاستعمالات الأدبیه لیس عزیزاً فی اللغه ولا فی لسان الأدعیه والروایات.
الإصلاح بحاجه إلى قدره الله تعالى:
فی هذا الدعاء یطلب الإمام سلام الله علیه من الله تعالى أن یتدارک أمر الإصلاح بقدرته. وهذا الطلب یوحی أن هذا المجال (أی إصلاح ما فسد من الإنسان) صعب جداً، بحیث یتطلب تدخل القدره الإلهیه.
الإنسان معرَّض للفساد فقد یقع فیه وقد لا یقع، والکلام هنا عن فعلیه الفساد والوقوع فیه، لأن الإمام یقول: «ما فسد منی» لا ما یقتضی أن یفسد، ولیس کل فاسد یمکن إصلاحه بسهوله، علماً أن کلمه «ما» الموصوله فی قوله سلام الله علیه (ما فسد منی) تفید العموم والسعه والشمول، فتشمل ما فسد من أمور الدنیا والآخره، ومن البدن والروح، ومن المسائل المالیه والعائلیه والنفسیه والاجتماعیه وغیرها. فلا یقوى الإنسان على إصلاح ما فسد منه من دون الاعتماد على قدره الله تعالى وتوفیقه، فکلّ منا یمکنه أن یکون من خیر الناس، کما یمکن أن یکون من شرّ الناس – والعیاذ بالله – ، وهؤلاء الأشرار الموجودون فی المجتمع وبقوا کذلک حتى آخر عمرهم کانوا أناساً أمثالنا، ولکنهم لم یستعینوا بقدره الله تعالى لإصلاح ما فسد منهم، فاستمروا على ما هم علیه.
إن إصلاح الفاسد بحاجه إلى الدعاء، ولذلک یقول الإمام سلام الله علیه «واستصلح بقدرتک ما فسد منی».
لزوم العمل إلى جنب الدعاء:
قد یجری الإنسان ألفاظ الدعاء على لسانه فقط، فیکون دعاؤه سطحیاً. وقد ینطلق الدعاء من أعماق الإنسان، وهذا أفضل من الأول لاشک، ولکنه لا یکفی أیضاً، بل لا بد إلى جانب الدعاء والخشوع أن یسعى الإنسان بنفسه لتحصیل ما یطلب من الله مستفیداً مما أعدّ الله سبحانه وتعالى.
عن امیرالمؤمنین علیه السلام : و لَو أنّ النّاسَ حِینَ تَنزِلُ بِهِمُ النِّقَمُ و تَزولُ عَنهُمُ النِّعَمُ ، فَزِعوا إلى ربِّهِم بِصِدقٍ مِن نِیّاتِهِم و وَلَهٍ مِن قُلوبِهِم ، لَرَدَّ علَیهِم کُلَّ شارِدٍ ، و أصلَحَ لَهُم کُلَّ فاسِدٍ.
بتوفیق الله و بشرط الحیاه سوف نتکلم حول الاصلاح و الافساد فی کتاب الله العزیز و روایات اهل البیت علیهم السلام