بسم الله الرحمن الرحیم
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَال خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله-قَبْلَ وَفَاتِهِ وَ هِیَ آخِرُ خُطْبَهٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِینَهِ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ تَعَالَى فَوَعَظَ بِمَوَاعِظَ ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُیُونُ وَ وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَ اقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَ تَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الْأَحْشَاءُ أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى الصَّلَاهَ جَامِعَهً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ وَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله- حَتَّى ارْتَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ…
وَ مَنْ کَانَ ذَا وَجْهَیْنِ وَ لِسَانَیْنِ کَانَ ذَا وَجْهَیْنِ وَ لِسَانَیْنِ یَوْمَ اَلْقِیَامَهِ
الشطر الثانی عشر:
الموضوع: المنافق وعلامتُهُ
قال رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله-إنّی لا أتَخَوَّفُ على اُمَّتی مُؤمِناً و لا مُشرِکاً ، أمّا المُؤمنُ فیَحجُرُهُ إیمانُهُ ، و أمّا المُشرِکُ فیَقمَعُهُ کُفرُهُ ، و لکن أتَخَوَّفُ علَیکُم مُنافِقاً عالِمَ اللِّسانِ ، یَقولُ ما تَعرِفونَ ، و یَعمَلُ ما تُنکِرونَ .
- علامه المنافق:
قال رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله-ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ کانَ مُنافِقاً و إن صامَ و صلّى و زَعَمَ أنّهُ مُسلِمٌ : مَن إذا ائتُمِنَ خانَ ، و إذا حَدَّثَ کَذَبَ ، و إذا وَعَدَ أخلَفَ ، إنّ اللّه َ عَزَّ و جلَّ قالَ فی کِتابهِ : «إنّ اللّه َ لا یُحِبُّ الخائِنینَ»و قالَ : «أنّ لَعْنَهَ اللّه ِ علَیهِ إنْ کانَ مِن الکاذِبینَ» و فی قولهِ عَزَّ و جلَّ : «و اذْکُرْ فی الکِتابِ إسْماعِیلَ إنّهُ کانَ صادِقَ الوَعْدِ و کانَ رَسُولاً نَبِیّا»
و عن الامام الصادق -علیه السلام- : أربَعٌ مِن عَلاماتِ النِّفاقِ : قَساوَهُ القَلبِ ، و جُمودُ العَینِ ، و الإصرارُ علَى الذَّنبِ ، و الحِرصُ علَى الدُّنیا .
و قال رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله-مَنْ ساءَتْهُ سَیِّئَتُهُ وسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ أَمارَهُ الْمُسلِمِ الْمُؤمِنِ، وَأَمارَهُ الْمُنافِقِ الَّذی لاتَسوؤُهُ سَیِّئَتُهُ ولا تَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ .
و قال رَسُولُ اللَّهِ -صلی الله علیه و اله-المُنافِقُ مَن إذا وَعَدَ أخلَفَ ، و إذا فَعَلَ أفشى، و إذا قالَ کَذَبَ ، و إذا ائتُمِنَ خانَ ، و إذا رُزِقَ طاشَ ، و إذا مُنِعَ غاشَ.
و عن امیرالمؤمنین -علیه السلام- : أشَدُّ النّاسِ نِفاقا مَن أمَرَ بالطّاعَهِ و لَم یَعمَلْ بها ، و نَهى عَنِ المَعصیَهِ و لم یَنتَهِ عنها .
وفی حدیث قدسی« قَالَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى لِعِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ-علیه السلام- یَا عِیسَى لِیَکُنْ لِسَانُکَ فِی السِّرِّ وَ الْعَلَانِیَهِ لِسَاناً وَاحِداً
وَ کَذَلِکَ قَلْبُکَ إِنِّی أُحَذِّرُکَ نَفْسَکَ وَ کَفَى بِی خَبِیراً لَا یَصْلُحُ لِسَانَانِ فِی فَمٍ وَاحِدٍ وَ لَا سَیْفَانِ فِی غِمْدٍ وَاحِدٍ وَ لَا قَلْبَانِ فِی صَدْرٍ وَاحِدٍ وَ کَذَلِکَ الْأَذْهَانُ.»