بسم الله الرحمن الرحیم
إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّینَ الَّذِینَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ وَالَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَالَّذِینَ یُصَدِّقُونَ بِیَوْمِ الدِّینِوَالَّذِینَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَیْرُ مَأْمُونٍ وَالَّذِینَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَکَتْ أَیْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَیْرُ مَلُومِینَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِکَ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِینَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
عباد الله اوصیکم بتقوی الله و نظم امرکم تکلمنا فی الاسبوع الماضی حول الامانه من صفات المصلین و باذن الله نتکلم حول الوفاء بالعهد و نقض العهد
العهد علی ثلاث تاره یکون مع الله و تاره مع الناس و تاره مع النفس
العهد مع الله
مِنَ الْمُؤْمِنِینَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن یَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِیلاً؛
فالعهد مع الله إذا تحققت شروطه الموجوده فی کتب الفقه یجب الالتزام به
وقد ذمّ الله تعالى من ینقض العهد مع الله بقوله: ﴿وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَکُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِینَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِی قُلُوبِهِمْ إِلَى یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا کَانُواْ یَکْذِبُونَ﴾(التوبه:۷۵-۷۷).
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ
نقض العهد
نقض العهد من الکبائر، وقد استَشْهَدَ الإمام الصادق علیه السلام لاعتبار هذا الذنب من الکبائر بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِیثَاقِهِ وَیَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن یُوصَلَ وَیُفْسِدُونَ فِی الأَرْضِ أُوْلَئِکَ لَهُمُ اللَّعْنَهُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾(الرعد:۲۵).
وفی أکثر من موضع فی القرآن الکریم، اعتبر الوفاء بالعهد واجباً، یقول تعالى: ﴿وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ کَانَ مَسْؤُولاً﴾ (الاسراء:۳۴)
معاهده الناس
فیجب الوفاء بالعهود معهم ویحرم نقضها کما فی قوله تعالى: ﴿وأوفوا بالعهد إن العهد کان مسؤولاً﴾(الاسراء:۳۴).
﴿یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ﴾(البقره:المائده:۱)، ﴿وَالَّذِینَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾(المؤمنون:۸(
وعن الرسول صلى الله علیه وآله وسلم: “من کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلیفِ إذا وعد”.
وقد ورد عن رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم ) فی صفات المنافق: ثَلاثٌ مَن کُنَّ فیهِ فَهُوَ مُنافِقٌ وَ اِن صامَ وَ صَلّى وَحَجَّ وَ اعتَمَرَ و َقالَ «اِنّى مُسلِمٌ» مَن اِذا حَدَّثَ کَذِبَ وَ اِذا وَعَدَ اَخلَفَ وَ اِذَا ائتُمِنَ خانَ؛
وعن الإمام الصادق (علیه السلام): “ثلاثه لم یجعل الله لأحد فیها رخصه: برُّ الوالدین، بَرّین کانا أو فاجرین، والوفاء بالعهد للبِّر والفاجر، وأداء الأمانه للبِّر والفاجر”.
رسول اکرم صلى الله علیه و آله :
اِضمَنوا لى سِتّا مِن اَنفُسِکُم اَضمَن لَکُمُ الجَنَّهَ اُصدُقُوا اِذا حَدَّثتُم و َأوفُوا اِذا وَعَدتُم و َاَدُّوا اِذا ائتُمِنتُم و َاحفَظوا فُروجَکُم و َغُضّوا اَبصارَکُم وَ کُفّوا اَیدیَکُم؛
عن رسول الله صلى الله علیه و آله :
اَقرَبُکُم غَدا مِنّى فِى المَوقِفِ اَصدَقُکُم لِلحَدیثِ و َاَدَّاکُم لِلاَمانَهِ و َاوفاکُم بِالعَهدِ و َاَحسَنُکُم خُلقا وَ اَقرَبُکُم مِن النّاسِ؛
مَن کانَ یُؤمِنُ بِاللّه و َالیَومِ الآخِر فَلیَفِ اِذا وَعَدَ؛
عن رسول الله صلى الله علیه و آله :
اَحِبُّوا الصِّبیانَ وَ ارحَمُوهُم ، وَ اِذا وَ عَدتُموهُم شَیئا فَفُوا لَهُم ، فَاِنَّهُم لا یَدرونَ اِلاّ اَ نَّـکُم تَرزُقونَهُم ؛
من مصادیق الوفاء بالعهد زیاره قبور اهل البیت (علیهم السلام)
عن الامام الرضا علیه السلام : « ان لکل امام عهدا فی عنق اولیائه و شیعته و ان من تمام الوفاءبالعهد زیاره قبورهم