بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآله، وبلِّغ بإیمانی أکمل الإیمان واجعل یقینی أفضل الیقین، وأنتهِ بنیتی إلى أحسن النیَّات وبعملی إلى أحسن الأعمال
الحدیث کما کان من دعاء مکارم الاخلاق حول العمل و حسن العمل من الفقره الرابعه( القسم الحادی عشر ) و هی هذه الفقره (و بعملی الی احسن الاعمال) و صل بنا البحث حول حسن العاقبه و اهمیتها الان السوال الذی یطرح
کیف یُختَم للانسان عمله بالسعاده؟
الجواب : الامام الصادق علیه السلام یبّین لنا اسباب حسن العاقبه
عَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ اَلْعَسْکَرِیِّ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: کَتَبَ اَلصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَى بَعْضِ اَلنَّاسِ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ یُخْتَمَ بِخَیْرٍ عَمَلُکَ حَتَّى تُقْبَضَ وَ أَنْتَ فِی أَفْضَلِ اَلْأَعْمَالِ فَعَظِّمْ لِلَّهِ حَقَّهُ أَنْ تَبْذُلَ نَعْمَاءَهُ فِی مَعَاصِیهِ وَ أَنْ تَغْتَرَّ بِحِلْمِهِ عَنْکَ وَ أَکْرِمْ کُلَّ مَنْ وَجَدْتَهُ یَذْکُرُنَا أَوْ یَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا ثُمَّ لَیْسَ عَلَیْکَ صَادِقاً کَانَ أَوْ کَاذِباً إِنَّمَا لَکَ نِیَّتُکَ وَ عَلَیْهِ کَذِبُهُ .
1. فَعَظِّمْ لِلَّهِ حَقَّهُ أَنْ تَبْذُلَ نَعْمَاءَهُ فِی مَعَاصِیهِ
نعم الله کثیره علینا،ایانا و صرفها فی معاصیه، تصرف الاموال فی الحرام و الامثله فی هذا الباب کثیره – نعم الله لابد من صرفها فی الحلال من الزیاره و الحج و المساهمه فی تزویج الشباب ، لا العیاذ بالله تصرف فی الحرام من الغش و التطفیف هذا یکون تضعیف حق الله
2. وَ أَنْ تَغْتَرَّ بِحِلْمِهِ عَنْکَ
توضیح: یعنی الاستدراج و معنی الاستدراج
الاستدراج فی اللغه هو الارتقاء دَرَجَهً دَرَجَهً ، أما معنى استدراج اللهُ العبدَ فهو أخذه قلیلاً قلیلاً من دون مباغته و إمهاله و عدم تعجیل عقوبته. قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ وَالَّذِینَ کَذَّبُوا بِآیَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُونَ )
فیکون استدراجاً بالتدنی نحو الوقوع بالهاویه رویداً رویداً، فهذه النعم فی الحقیقه لیست رحمه بل هی نقمه ولکن لا یشعرون
و سُئِلَ الإمام جعفر الصادق علیه السلام عَنِ الِاسْتِدْرَاجِ ؟
فَقَالَ: “هُوَ الْعَبْدُ یُذْنِبُ الذَّنْبَ فَیُمْلَى لَهُ ، وَ تُجَدَّدُ لَهُ عِنْدَهَا النِّعَمُ فَتُلْهِیهِ عَنِ الِاسْتِغْفَارِ مِنَ الذُّنُوبِ، فَهُوَ مُسْتَدْرَجٌ مِنْ حَیْثُ لَا یَعْلَمُ” .
و عن الامام الصادق علیه السلام أنَّهُ قَالَ: “کَمْ مِنْ مَغْرُورٍ بِمَا قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ، وَ کَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِسَتْرِ اللَّهِ عَلَیْهِ، وَ کَمْ مِنْ مَفْتُونٍ بِثَنَاءِ النَّاسِ عَلَیْهِ”.
عن الامام الصادق علیه السلام :انَّ اللّهِ اِذا أَرادَ بِعَبْد خَیْراًفَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنَقْمَتِهِ وَ یُذَکِّرُهُ الاِسْتِغْفارَ، وَ اِذْا أَرادَ بِعَبْد شَرّاً فَأَذْنَبَ ذَنْباً أَتْبَعَهُ بِنِعْمَه لِیُنْسِیَهُ الاِسْتِغْفارَ وَ یَتَمادى بِها، وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّوَجَلَّ: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَیْثُ لا یَعْلَمُونَ، بِالنِّعِمِ عِنْدَ الْمَعاصِىَ.
الاستدراج بالاحسان
و لذا الامام الحسین علیه السلام یقول فی احدی فقرات دعائه “اللَّهُمَّ لَا تَسْتَدْرِجْنِی بِالْإِحْسَانِ “
فانّ الامام (علیه الصلاه والسلام) یدعو الله سبحانه وتعالى بأن لا یوقعه فی هذا المکر مکر الاستدراج، فکما توضّح أعلاه بأنّ زیاده النعم وتوالیها لا یضمن صاحبها انّها تکون مقرّبه لله تعالى بل قد تکون مصیده یقع فیها العبد وهی مصیده الاستدراج.
3. وَ أَکْرِمْ کُلَّ مَنْ وَجَدْتَهُ یَذْکُرُنَا أَوْ یَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا ثُمَّ لَیْسَ عَلَیْکَ صَادِقاً کَانَ أَوْ کَاذِباً إِنَّمَا لَکَ نِیَّتُکَ وَ عَلَیْهِ کَذِبُهُ .