أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاکْفِنِی مَا یَشْغَلُنِی الاهْتِمَامُ بِهِ، وَاسْتَعْمِلْنِی بِمَا تَسْأَلُنِی غَداً عَنْهُ وَاسْتَفْرِغْ أَیَّامِی فِیمَا خَلَقْتَنِی لَهُ.
عباد الله اوصیکم و نفسی بتقوئ الله ،فان خیر الزاد التقوئ، و انّ اکرمکم عند الله اتقاکم؛لازال کلامنا فی شرح فقرات دعاء مکارم الاخلاق،وصل بنا البحث الئ هذه الفقره من الدعاء [وَاسْتَفْرِغْ أَیَّامِی فِیمَا خَلَقْتَنِی لَهُ]
فی هذه الفقره عده مباحث:المبحث الاول:ما هو سِرُّ خَلْقِ الإنسانِ؟ولماذا اُوجد؟،المبحث الثانی:کیف ینبغی أن یقضی وقته المؤمن فی حیاته الدنیویه؟ والمبحث الثالث: ما هی العباده؟
ما هو سر خَلق الإنسان؟ ولماذا اُوجد؟
بما ان الإنسان متکوّن من بُعدٍ مادّی وآخر مجرّد، نجده یتساءل عن سرّ خلقته وفلسفه وجوده، فیسأل نفسه أوّلاً لماذا خُلقنا؟
ولو بحثنا فی کتاب الله الکریم لوجدنا فیه آیات تُبیّن فلسفهَ الخلقه وسرَّ الوجود.
فیأتی الجواب قرآنیاً فی آیه صریحه تبیّن سرّ وجود الإنسان وفلسفه خلقته،فیقول أحسن الخالقین: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ].إذن وُجٍدَ الإنسانُ لیُعبدَ اللهُ سبحانه.
و لکن بای کیفیه یُعْبَد اللهُ؟ هل تحتاج العباده الئ شئٍ ام لا؟ نعم العباده تحتاج الئ معرفه، ولازم عبادهِ الله المعرفه.
من الذی یعرفنا و یعلمنا العباده؟ قطعاً الحجه الالهیه و الامام(علیه السلام).
کما عَنْ أَبِیعَبْدِاللَّهِ (علیه السلام) قَالَ: خَرَجَ الْحُسَیْنُبْنُعَلِیٍّ (علیهما السلام) عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِکْرُهُ مَا خَلَقَ الْعِبَادَ إِلَّا لِیَعْرِفُوهُ فَإِذَا عَرَفُوهُ عَبَدُوهُ فَإِذَا عَبَدُوهُ اسْتَغْنَوْا بِعِبَادَتِهِ عَنْ عِبَادَه مَنْ سِوَاهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی فَمَا مَعْرِفَه اللَّهِ؟ قَالَ مَعْرِفَه أَهْلِ کُلِّ زَمَانٍ إِمَامَهُمُ الَّذِی یَجِبُ عَلَیْهِمْ طَاعَتُه.
السؤال:جاء فی حدیث الکساء بسند معتبر [ اِنّی ما خَلَقْتُ سَمآءً مَبْنِیهً، وَلا اَرْضاً مَدْحِیهً، وَلا قَمَراً مُنیراً، وَلا شَمْساً مُضِیئَهً، وَلا فَلَکاً یدُورُ، وَلا بَحْراً یجْری، وَلا فُلْکاً یسْری، اِلاَّ فی مَحَبَّهِ هؤُلاءِ الْخَمْسَهِ الَّذینَ هُمْ تَحْتَ الْکِسآءِ].
کیف حل التعارض بین هذا الحدیث ای (الکساء) و الآیه [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ]و ما التوجیه القوی لهذه الروایه؟
الجواب:مقدمتاً نقول: بعض الروایات اشارت الئ انّ معنی العباده کما “عن الامام الصّادق (علیه السلام) انه قال: مَعْنَی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ [وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ] ای: خَلَقَهُمْ لِلْعِبَادَه”
و فی بعض الروایات جاءت العباده بمعنئ المعرفه ای لیعرفون، ای:یعرفون امامهم حتئ یسیر بهم الئ الله. کما فی زیاره الجامعه” مَنْ اَرادَ اللهَ بَدَأَ بِکُمْ، وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْکُمْ، وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِکُمْ”
وعن الامام الصادق(علیه السلام): بِنَا عُرِفَ اللَّه وَ بِنَا عُبِدَ اللَّه نَحْنُ الْأَدِلَّاءُ عَلَی اللَّهِ وَ لَوْلَانَا مَا عُبِدَ اللَّه.
فحل التعارض ان یکون علئ هذا الوجه ،عله خلقهِ العالَم هی العباده، و لایستطیع الانسان ان یصل الئ کنهها و کمالها الاّ من طریق اهل بیت العصمه و الطهاره (علیهم افضل صلاه المصلین)
والجواب الثانی عن بعض مراجعنا العظام: ان الله سبحانه و تعالئ جعل کلَ العباده محبهَ و موالاه اهل البیت (علیهم السلام)،یعنی انّ الله خلق الانسان للعباده، وقمه هذه العباده هی موالاه اهل بیت العصمه و الطهاره “علیهم السلام
الجواب الآخر: المراد من الحدیث الشریف : أنّ الله تعالى لأجل محبّته للصدّیقه الزهراء وأبیها وبعلها وبنیها ( علیهم آلاف التحیّه والسلام ) قد خلق الخلق .