بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآله، وبلِّغ بإیمانی أکمل الإیمان واجعل یقینی أفضل الیقین، وأنتهِ بنیتی إلى أحسن النیَّات
کان حدیثنا حول حول هذه الفقره من الدعاء الشریف “وأنتهِ بنیتی إلى أحسن النیَّات ” وقلنا ان البحث قد یکون فی محورین الأول: حول المعنى المراد من النیه، وکیفیه تصحیح النیه، والثانی: حول المراد من “أحسن النیَّات”.
و قلنا ان قصد الخیر نیَّهٌ حسنه، ولکن ثمَّه نیَّهٌ أحسن منها..
فما هی النیَّه الأحسن؟!
المستفاد من الروایات الشریفات، ومن الآیات المبارکات، أنَّ أحسن النیَّات هی الإخلاص لله -عز اسمه وتقدس-. قال تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِیَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ﴾
موضوعنا فی هذا الاسبوع بتوفیق الله حول الاخلاص
الإخلاص: هو العمل الخالص من الشوائب کلّها کثیرها وقلیلها، فالعبد المُخلص هو من یعمل لقصد التَّقرُّب لله عزّ وجلّ لا لغیره.
فلو تصدّق أحدهم لفقیر بقصد الشهره أو غیرها ولم یکن لله فعمله یذهب أدراج الریح وذلک لخلوه من خلاص القصد لله تعالى
وقد تضافرت الآیات والروایات الشریفه عن النّبیّ وأهل البیت علیهم السلام تبیّن هذا الأمر منها قوله تعالى (إِلَّا الَّذِینَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِینَهُمْ لِلَّهِ) فهکذا یوم القیامه یأتی أناس أعمالهم کالجبال من الأعمال الخیریه لکن النتیجه أن تلک الأعمال لا تشفع ولا تنفع لأنّها لم تکن خالصه لوجه الله بل للمدح والریاء والسمعه مثلاً، وهل هنالک خسران أعظم من هذا الخسران فهم لم یعملوا ذلک لله وحده فیقول لهم الخالق خذوا ثوابکم من الذی کنتم تعملون له.
وعندما نسأل رسول الله(صلى الله علیه واله وسلم) عن معنى الإخلاص فإننا سنسمع ما روی عنه فی هذا الباب حیث قال (صلى الله علیه واله وسلم): إذا عملت عملاً فاعمل لله خالصاً لأنّه لا یُقبل من عباده الأعمال إلا ما کان خالصاً).
وبغض النظر عن کثیر العمل وقلیله ففی کل عمل ینبغی أن یکون الله هو المَقْصَد والمبتغى وأن یکون القرب منه عزّ وجلّ هو الهدف فقد روی عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی معرض تفسیر قوله تعالى:[لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا]، قال(علیه السلام): (لَیْسَ یَعْنِی أَکْثَرَ عَمَلًا وَلَکِنْ أَصْوَبَکُمْ عَمَلًا وَ إِنَّمَا الْإِصَابَهُ خَشْیَهُ اللَّهِ وَالنِّیَّهُ الصَّادِقَهُ وَالْحَسَنَهُ ثُمَّ قَالَ الْإِبْقَاءُ عَلَى الْعَمَلِ حَتَّى یَخْلُصَ أَشَدُّ مِنَ الْعَمَلِ وَالْعَمَلُ الْخَالِصُ الَّذِی لَا تُرِیدُ أَنْ یَحْمَدَکَ عَلَیْهِ أَحَدٌ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَل)