شرح فقره «و علی الفقراء بالصبر و القناعه »
بسم الله الرحمن الرحیم
قَالَ مَوْلَانَا إمَامُ الْعَصْرِ الْحُجَّهُ بْنِ الْحَسَنِ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَیْ فَرْجَهُ)فِی دُعَائِهِ الْجَامِعِ الْمَوْسُومِ بِدُعَاءِ تَوْفِیقٍ الطَّاعَهِ
اللَّهُمَّ وَ تَفَضَّلْ عَلَى مَشَایِخِنَا بِالْوَقَارِ وَ السَّکِینَهِ وَ عَلَى الشَّبَابِ بِالْإِنَابَهِ وَ التَّوْبَهِ وَ عَلَى النِّسَاءِ بِالْحَیَاءِ وَ الْعِفَّهِ وَ عَلَى الْأَغْنِیَاءِ بِالتَّوَاضُعِ وَ السَّعَهِ وَ عَلَى الْفُقَرَاءِ بِالصَّبْرِ وَ الْقَنَاعَهِ
نُتَابِعُ وَصَایَا إمَامُ زَمَانِنَا –علیهالسَّلَامِ– الَّتِییَتَضَمَّنُهَاهَذَا الدُّعَاءَ الشَّرِیفِ وَقَدْ انْتَهَى بِنَا الْحَدِیثَ إِلَى قَوْلِهِ –علیه السَّلَامُ -وَتَفَضَّلَ عَلَى الْفُقَرَاءِ بِالصَّبْرِ وَالْقَنَاعَهِ فَمَا هِیَ الْوَصَایَا المهدویه الَّتِی نستفیدها مِنْهَا
ای الْإِجَابَهِ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ نَقُولُ إنَّ الْوَصِیَّهَ المهدویه الْأُولَى الْمُسْتَفَادَهِ مِنْ هَذِهِ الْعِبَارَهِ هِیَ أَنَّهُ یَنْبَغِی لِلْمُؤْمِنِینَ أَنْ یتحلوا بِالصَّبْرِ وَالْقَنَاعَهِ عِنْدَ ابْتِلَائَهُمْ بِالْفَقْرِ المادی لِکَیْ یَکُونُ ذَلِکَ سَبَبًا فِی غِنَاهُ الْمَعْنَوِیِّ وَرُقِیَّهُ الرُّوحَانِیِّ وَالْمَقْصُودُ بِالصَّبْرِ هُنَا هُوَ تَحَمُّلُ صِعَابِ شَظَفِ الْعَیْشِ وَفِقْدَانُ امکانات التَّمَتُّعِ بالمتع الْمَادِّیَّهِ الَّتِی یُتَمَتَّعُ بِهَا الْأَغْنِیَاءُ وَمَنَّ لَوَازِمِ هَذَا الصَّبْرُ عَدَمِ السَّمَاحُ لصعوبات شَظَفِ الْعَیْشِ بِأَنْ تُوقِعَهُ الْجَزَعِ وَاضْطِرَابٍ مَعِیشَتِهِ وَحَیَاتِهِ الْمَعْنَوِیَّهِ اَوْ الْإِفْرَاطُ فِی الْکَسْبِ المادی وَبِمَا یُؤَدِّی إلَى الْإِضْرَارِ بواجباته الْأُخْرَى الْعِبَادِیَّهِ والاجتماعیه
امَا بِالنِّسْبَهِ للقناعه فَالْمُرَادُ مِنْهَا هُوَ الْقَبُولُ بالامکانات الَّتِی یَمْتَلِکَهَا وَحُسْنِ إدَارَهِ مَعِیشَتِهِ بِهَا بِمَا لاَ یُؤَدِّی إلَى الِاضْطِرَابِ الَّذِی أَشَرْنَا إلَیْهِ آنِفًا وَدُونَ أَنْ یَقَعَ فِی آفَهِ الْحِرْصُ وَطَلَبَ مَا لَمْ یُقَدَّرْ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ واستنزاف طاقاته فِی ذَلِکَ وَاَلَّذِی یُعِینُ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْعَمَلِ بِهَذِهِ الْوَصِیَّهِ المهدویه وَالتَّحَلِّی بِالصَّبْرِ وَالْقَنَاعَهِ إذَا أَصَابَهُ الْفَقْرُ هُوَ استذکار لُطْفِ اللَّهِ عزوجل وَرَحْمَتِهِ بِهِ وَأَنَّهُ هُوَ الْغَنِیُّ الْمُطْلَقُ الَّذِی لَا تَنْفَدُ خَزَائِنُهُ لِذَلِکَ فَإِنَّهُ تَبَارَکَ وَتَعَالَى إنَّ أُبْتَلَى بَعْضِ عِبَادِهِ بِالْفَقْرِ فَإِنَّمَا ذَلِکَ لِأَنَّ فِیهِ صَلَاحُهُمْ وَتَقْوِیَهٌ شخصیتهم الْإِیمَانِیَّهِ وَإِعَانَتَهُمْ عَلَى بُلُوغِ مَرَاتِبَ مِنْ الْکَمَالِ لاَ یُمْکِنُهُمْ بُلُوغِهَا بِغَیْرِ التَّحَلِّی بِفَضِیلَهِ الصَّبْرُ وَالْقَنَاعَهِ عَلَى مصاعب الْفَقْرَ کَمَا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إنَّمَا یَبْتَلِی الْمُؤْمِنَ عَلَى قَدْرِهِ کَمَا صَرَّحَتْ بِذَلِکَ کَثِیرٌ مِنْ النُّصُوصِ الشَّرِیفَهِ وَلِذَلِکَ فَإِنَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ لَا یَبْتَلِی عِبَادَهُ بِمَا لاَ یَقْدِرُونَ عَلَى تَحْمِلُهُ مِنْ مصاعب الْفَقْرِ
وَهَذِهِ الْحَقِیقَهِ العقائدیه تَعْنِی إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَتَعَالَى یَبْتَلِی عِبَادَهُ بِمَرْتَبَهِ مِنْ الْفَقْرِ تَحَقَّقَ لَهُمْ ثِمَارَهُ الْإِیجَابِیَّهِ دُوْنَ أَنْ تَسْلُبُهُمْ الْقُدْرَهِ عَلَى التَّحَلِّی بِفَضِیلَهِ الصَّبْرُ وَالْقَنَاعَهِ عَلَى مصاعب هَذَا الْفَقْرَ کَمَا أَنَّ مِمَّا یُعِینُ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْعَمَلِ بِهَذِهِ الْوَصِیَّهِ المهدویه بِالتَّحَلِّی بِالصَّبْرِ وَالْقَنَاعَهِ عَلَى مصاعب الْفَقْرِ التَّدَبُّرِ بِمَا وَرَدَ فِی سِیَرِ الْأَنْبِیَاءِ لاسیما خَاتَمُهُمْ حَبِیبَنَا الْهَادِی الْمُخْتَارِ –صلوات اللَّهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ وَعَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ- فَالرِّوَایَاتُ الشَّرِیفَهِ تُصَرِّحْ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ ابْتَلَى أَنْبِیَاءَهُ واولیاءه –علیهمالسَّلَامُ –بِالْفَقْرِمَعَکَرَامَتِهِمْعَلَیْهِ وَسُمُوٍّ مَنْزِلَتَهُمْ عِنْدَهُ وَفِیٌّ ذَلِکَ إشَارَهٌ مُهِمَّهٌ إِلَى عَظِیمِ آثَارِ وَبَرَکَاتِ ذَلِکَ فِی السُّمُوِّ الْمَعْنَوِیِّ وَالتَّعَالِی الرَّوْحِیِّ
بَلْ وتصرح کَثِیرٍ مِنْ النُّصُوصِ الشَّرْعِیَّهِ بِأَنْ بَعْضَ الْأَنْبِیَاءِ –علیهمالسَّلَامُ-ولاسیماسَیِّدُهُمْ الْمُصْطَفَى –صلىاللَّهُعَلَیْهِوَآلِهِ– قَدْاخْتَارُواالْفَقْرَ المادی وَطَلَبُوهُ مِنْ اللَّهِ عزوجل لِعَظِیمِ بَرَکَتَهُ وَثَوَابِهِ
فَمَثَلًا فِی کِتَابِ اَلْإِحْتِجَاجِ لِلطَّبْرِسِیِّ رَحِمَهُ اَللَّهُ رُوِیَ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ عَنِ اَلْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمُ اَلسَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ یَهُودِیّاً مِنْ یَهُودِ اَلشَّامِ وَ أَحْبَارِهِمْ قَالَ لِأَمِیرِ اَلْمُؤْمِنِینَ (عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ):
فَإِنَّ هَذَا سُلَیْمَانُ أُعْطِیَ مُلْکاً لاَ یَنْبَغِی لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ: لَقَدْ کَانَ ذَلِکَ وَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ )أُعْطِیَ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا، إِنَّهُ هَبَطَ إِلَیْهِ مَلَکٌ لَمْ یَهْبِطْ إِلَى اَلْأَرْضِ قَبْلَهُ وَ هُوَ مِیکَائِیلُ فَقَالَ لَهُ: یَا مُحَمَّدُ عِشْ مَلِکاً مُنْعَماً وَ هَذِهِ مَفَاتِیحُ خَزَائِنِ اَلْأَرْضِ مَعَکَ وَ یَسِیرُ مَعَکَ جِبَالُهَا ذَهَباً وَ فِضَّهً وَ لاَ یَنْقُصُ لَکَ فِیمَا اُدُّخِرَ لَکَ فِی اَلْآخِرَهِ شَیْءٌ
فَأَوْمَأَ إِلَى جَبْرَئِیلَ عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ وَ کَانَ خَلِیلَهُ مِنَ اَلْمَلاَئِکَهِ؟ فَأَشَارَ إِلَیْهِ أَنْ تَوَاضَعْ، فَقَالَ: بَلْ أَعِیشُ نَبِیّاً عَبْداً آکُلُ یَوْماً وَ لاَ آکُلُ یَوْمَیْنِ وَ أَلْحَقُ بِإِخْوَانِی مِنَ اَلْأَنْبِیَاءِ، فَزَادَهُ اَللَّهُ تَعَالَى اَلْکَوْثَرَ وَ أَعْطَاهُ اَلشَّفَاعَهَ، وَ ذَلِکَ أَعْظَمُ مِنْ مُلْکِ اَلدُّنْیَا مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا سَبْعِینَ مَرَّهً وَ وَعَدَهُ اَلْمَقَامَ اَلْمَحْمُودَ، فَإِذَا کَانَ یَوْمُ اَلْقِیمَهِ أَقْعَدَهُ اَللَّهُ تَعَالَى عَلَى اَلْعَرْشِ فَهَذَا أَفْضَلُ مِمَّا أُعْطِیَ سُلَیْمَانُ عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ.
الفقر الحقیقی:فقر الدین
و من ادنى معانى الفقر ‘فقر الدین’ و هو الفقر الحقیقى، لانه یورد صاحبه الى النار و الى غضب الجبار.
عن الامام جعفر الصادق (علیه السلام) قال: «الفَقْرُ المَوْتُ الأحْمَرُ، فَقِیل: الفَقْرُ مِنَ الدّنانیرِ والدَّراهِم؟ قَالَ: لا، ولکِنْ مِنَ الدِّینِ’.
عن أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا أُسْرِیَ بِالنَّبِیِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ قَالَ: یَا رَبِّ، مَا حَالُ اَلْمُؤْمِنِ عِنْدَکَ؟ قَالَ: یَا مُحَمَّدُ …و إِنَّ مِنْ عِبَادِیَ اَلْمُؤْمِنِینَ مَنْ لاَ یُصْلِحُهُ إِلاَّ اَلْفَقْرُ وَ لَوْ صَرَفْتُهُ إِلَى غَیْرِ ذَلِکَ لَهَلَکَ
الدرهمان
رَوى أبو بَصِیرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (علیه السلام ) یَقُولُ :
” کَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله علیه وآله ) مُؤْمِنٌ فَقِیرٌ شَدِیدُ الْحَاجَهِ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّهِ ، وَ کَانَ مُلَازِماً لِرَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله علیه وآله ) عِنْدَ مَوَاقِیتِ الصَّلَاهِ کُلِّهَا لَا یَفْقِدُهُ فِی شَیْءٍ مِنْهَا ، وَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله علیه وآله ) یَرِقُّ لَهُ وَ یَنْظُرُ إِلَى حَاجَتِهِ وَ غُرْبَتِهِ ، فَیَقُولُ : یَا سَعْدُ لَوْ قَدْ جَاءَنِی شَیْءٌ لَأَغْنَیْتُکَ .
قَالَ : فَأَبْطَأَ ذَلِکَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله علیه وآله ) فَاشْتَدَّ غَمُّ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله علیه وآله ) لِسَعْدٍ ، فَعَلِمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَا دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْ غَمِّهِ لِسَعْدٍ ، فَأَهْبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلَ ( علیه السلام ) وَ مَعَهُ دِرْهَمَانِ .
فَقَالَ لَهُ : یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ مَا قَدْ دَخَلَکَ مِنَ الْغَمِّ لِسَعْدٍ ، أَ فَتُحِبُّ أَنْ تُغْنِیَهُ ؟
فَقَالَ : نَعَمْ .فَقَالَ لَهُ : فَهَاکَ هَذَیْنِ الدِّرْهَمَیْنِ فَأَعْطِهِمَا إِیَّاهُ وَ مُرْهُ أَنْ یَتَّجِرَ بِهِمَا .
قَالَ : فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله علیه وآله (ثُمَّ خَرَجَ إِلَى صَلَاهِ الظُّهْرِ وَ سَعْدٌ قَائِمٌ عَلَى بَابِ حُجُرَاتِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله علیه وآله ) یَنْتَظِرُهُ .فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله علیه وآله ) قَالَ : یَا سَعْدُ أَ تُحْسِنُ التِّجَارَهَ ؟
فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : وَ اللَّهِ مَا أَصْبَحْتُ أَمْلِکُ مَالًا أَتَّجِرُ بِهِ .
فَأَعْطَاهُ النَّبِیُّ ( صلى الله علیه وآله ) الدِّرْهَمَیْنِ ، وَ قَالَ لَهُ : اتَّجِرْ بِهِمَا وَ تَصَرَّفْ لِرِزْقِ اللَّهِ .
فَأَخَذَهُمَا سَعْدٌ وَ مَضَى مَعَ النَّبِیِّ ( صلى الله علیه وآله ) حَتَّى صَلَّى مَعَهُ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ .
فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ ( صلى الله علیه وآله ) : قُمْ فَاطْلُبِ الرِّزْقَ ، فَقَدْ کُنْتُ بِحَالِکَ مُغْتَمّاً یَا سَعْدُ .
قَالَ : فَأَقْبَلَ سَعْدٌ لَا یَشْتَرِی بِدِرْهَمٍ شَیْئاً إِلَّا بَاعَهُ بِدِرْهَمَیْنِ ، وَ لَا یَشْتَرِی شَیْئاً بِدِرْهَمَیْنِ إِلَّا بَاعَهُ بِأَرْبَعَهِ دَرَاهِمَ .
فَأَقْبَلَتِ الدُّنْیَا عَلَى سَعْدٍ فَکَثُرَ مَتَاعُهُ وَ مَالُهُ وَ عَظُمَتْ تِجَارَتُهُ فَاتَّخَذَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مَوْضِعاً وَ جَلَسَ فِیهِ فَجَمَعَ تِجَارَتَهُ إِلَیْهِ ، وَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله علیه وآله ) إِذَا أَقَامَ بِلَالٌ لِلصَّلَاهِ یَخْرُجُ وَ سَعْدٌ مَشْغُولٌ بِالدُّنْیَا لَمْ یَتَطَهَّرْ وَ لَمْ یَتَهَیَّأْ کَمَا کَانَ یَفْعَلُ قَبْلَ أَنْ یَتَشَاغَلَ بِالدُّنْیَا ، فَکَانَ النَّبِیُّ ( صلى الله علیه وآله ( یَقُولُ یَا سَعْدُ شَغَلَتْکَ الدُّنْیَا عَنِ الصَّلَاهِ ، فَکَانَ یَقُولُ مَا أَصْنَعُ أُضَیِّعُ مَالِی ؟ هَذَا رَجُلٌ قَدْ بِعْتُهُ فَأُرِیدُ أَنْ أَسْتَوْفِیَ مِنْهُ ، وَ هَذَا رَجُلٌ قَدِ اشْتَرَیْتُ مِنْهُ فَأُرِیدُ أَنْ أُوفِیَهُ .
قَالَ : فَدَخَلَ رَسُولَ اللَّهِ ) صلى الله علیه وآله ) مِنْ أَمْرِ سَعْدٍ غَمٌّ أَشَدُّ مِنْ غَمِّهِ بِفَقْرِهِ ، فَهَبَطَ عَلَیْهِ جَبْرَئِیلُ ( علیه السلام ) فَقَالَ : یَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ عَلِمَ غَمَّکَ بِسَعْدٍ فَأَیُّمَا أَحَبُّ إِلَیْکَ حَالُهُ الْأُولَى أَوْ حَالُهُ هَذِهِ ؟
فَقَالَ لَهُ النَّبِیُّ ( صلى الله علیه وآله ) : یَا جَبْرَئِیلُ بَلْ حَالُهُ الْأُولَى قَدْ أَذْهَبَتْ دُنْیَاهُ بِآخِرَتِهِ .
فَقَالَ لَهُ جَبْرَئِیلُ ( علیه السلام ) : إِنَّ حُبَّ الدُّنْیَا وَ الْأَمْوَالِ فِتْنَهٌ وَ مَشْغَلَهٌ عَنِ الْآخِرَهِ ، قُلْ لِسَعْدٍ یَرُدُّ عَلَیْکَ الدِّرْهَمَیْنِ اللَّذَیْنِ دَفَعْتَهُمَا إِلَیْهِ ، فَإِنَّ أَمْرَهُ سَیَصِیرُ إِلَى الْحَالَهِ الَّتِی کَانَ عَلَیْهَا أَوَّلًا .
قَالَ : فَخَرَجَ النَّبِیُّ ( صلى الله علیه وآله ) فَمَرَّ بِسَعْدٍ فَقَالَ لَهُ : یَا سَعْدُ أَمَا تُرِیدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَیَّ الدِّرْهَمَیْنِ اللَّذَیْنِ أَعْطَیْتُکَهُمَا ؟
فَقَالَ سَعْدٌ : بَلَى وَ مِائَتَیْنِ .
فَقَالَ لَهُ : لَسْتُ أُرِیدُ مِنْکَ یَا سَعْدُ إِلَّا الدِّرْهَمَیْنِ ، فَأَعْطَاهُ سَعْدٌ دِرْهَمَیْنِ .
قَالَ : فَأَدْبَرَتِ الدُّنْیَا عَلَى سَعْدٍ حَتَّى ذَهَبَ مَا کَانَ جَمَعَ وَ عَادَ إِلَى حَالِهِ الَّتِی کَانَ عَلَیْهَا “
عن امیرالمومنین علی (علیه السلام): انَّک إنْ صَبَرْت جَرَى عَلَیْک الْقَلَمُ وَأَنْتَمَأْجُورٌ ، وَإِنْجَزِعْتَ جَرَىعَلَیْکالْقَلَمُ وَأَنْتَ مَأْزُورٌ
عن امیرالمومنین علی (علیه السلام): ان صَبَرْتَ أَدْرَکْتَ بِصَبْرِکَ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ وَإِنْ جَزِعْتَ أَوْرَدَکَ جَزَعُکَ عَذَابَ النَّار
عن امیرالمومنین علی (علیه السلام): عَلَیْکَ بِالصَّبْرِ فِی اَلضِّیقِ وَ اَلْبَلاَء.
عن امیرالمومنین علی (علیه السلام): مَنْ صَبَرَ عَلَى بَلاَءِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَحَقَّ اللَّهِ أَدَّى وَ عِقَابَهُ اتَّقَى وَ ثَوَابَهُ رَجَا